--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، ثم أما بعد..
فهذا تتبع شامل _ بإذن الله تعالى _ مستقصى لطرق وروايات وألفاظ هذا الحديث؛ مع بيان حاله والصحيح فيه؛ فأقول:
هذا الحديث يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من وجهين: موقوف، ومرفوع.
ثم هو يروى عنه من (خمسة طرق)، قد تباينت ألفاظها تبايناً شديداً.
· الرواية الأولى عنه: رواية أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة.
وهي أشهرها، وأكثرها طرقاً؛ فهي تروى عن أبي الأحوص من خلال (اثني عشر طريقا) هذا بيانها وألفاظها:
· الطريق الأول عنه: طريق (أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري).
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- جعفر بن عون المخزومي؛ عند الدارمي في (السنن رقم 3315)، البغوي في (معالم التنزيل/ المقدمة في فضائل القرآن وتعليمه)، الرازي في (فضائل القرآن رقم 29).
- سفيان بن عيينة؛ عند عبد الرزاق في (المصنف رقم 6107) ومن طريقه الطبراني في (الكبير رقم 8646) ومن طريق الطبراني الشجري في (الأمالي رقم 419) وابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 9)، الطائي في (الثاني من حديث سفيان بن عيينة رقم 108 مخطوط).
- أبو شهاب عبد ربه بن نافع؛ عند سعيد بن منصور في (التفسير من السنن رقم 7)، الشجري في (الأمالي رقم 317).
- إبراهيم بن طهمان؛ عند البيهقي في (الشعب رقم 1985).
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله [تبارك وتعالى]، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن [هو] حبل الله [الذي أمر به]، و[هو] النور [المبين]، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به (خ: اعتصم به)، ونجاة لمن اتبعه (خ: تمسك به)، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فأتلوه فإن الله [عز وجل] يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول [لكم]: (ألم) [عشرا]؛ ولكن ألف [حرف] (خ: عشر)، ولام [حرف] (خ: عشر)، وميم [حرف] (خ: عشر)).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- صالح بن عمر الواسطي؛ عند الحاكم في (المستدرك رقم 2040).
- أبو معاوية محمد بن خازم التميمي؛ عند ابن أبي شيبة (في المصنف رقم 30008) ومن طريقه ابن شاهين في (الترغيب رقم 201) والرازي في (فضائل القرآن رقم 29)، المروزي كما في (مختصر قيام الليل رقم 260)، الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي رقم 79).
- يحيى بن عثمان الحنفي؛ عند البيهقي في (الشعب رقم 1986)، الرازي في (فضائل القرآن رقم 28).
- محمد بن فضيل الضبي؛ و عبد الله بن يحيى الأجلح (مقرونين)؛ عند ابن حبان في (المجروحين 1/100)، ابن الجوزي في (العلل المتناهية رقم 145).
- علي بن عاصم بن صهيب؛ عند الآجري في (أخلاق حملة القرآن رقم 11).
- يزيد بن عطاء؛ و حكيم بن نافع (مقرونين)؛ عند المعافى بن زكريا في (الجليس الصالح/ الرسول يصف القرآن).
- عمار بن محمد أو غيره _ على الشك _؛ عند القاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 7) ومن طريقه البلوي في (ثبته ص171).
- علي بن مسهر؛ و محمد بن فضيل (مقرونين)؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 7).
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن [هو] حبل الله و[هو] النور المبين (خ: البين)، والشفاء النافع، عصمة لمن (خ: من) يتمسك به، ونجاة لمن (خ: من) تبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من (خ: عن) كثرة الرد، اتلوه فإن الله [عز وجل] يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) حرف؛ ولكن ألف [عشر]، ولام [عشر]، وميم [عشر]؛ [ثلاثون حسنة]).
- سليمان بن عبد العزيز الأيلي؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم .
- جرير بن عبد الحميد الضبي؛ عند ابن الضريس في (فضائل القرآن رقم 58).
بلفظ: (اتلوا كتاب الله عز وجل [وتعلموه]، فإن لكم بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: (ألم) حرف؛ ولكن بالألف عشر حسنات، وباللام عشر حسنات، وبالميم عشر حسنات).
أقول: هذه الطريق سندها ضعيف؛ لضعف أبي إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري الذي لا يشك فيه، ومع ضعفه فقد كان رفاعاً للموقوفات كما أشار إلى ذلك الإمام أحمد والبزار وابن حجر.
--------------------------------------------------------------------------------
· الطريق الثاني: طريق أبي إسحاق عمرو بن عبيد السبيعي.
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- أبو سنان سعيد بن سنان البرجمي؛ عند الدارمي في (السنن رقم 3307).
- معمر الصنعاني؛ عند عبد الرزاق في (المصنف رقم 5998) ومن طريقه الطبراني في (الكبير رقم 8642) ومن طريق الطبراني أبو نعيم في (الحلية 1/130).
- القاسم بن معن؛ عند أبو نعيم في (أخبار أصبهان 2/242).
- زكريا بن أبي زائدة؛ عند الفريابي في (فضائل القرآن رقم 38).
- محمد بن عمرو بن علقمة؛ عنه المسيب، عند السمرقندي في (تنبيه الغافلين/ باب ما جاء في فضائل القرآن.)
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل، فإن أصفر البيوت من الخير البيت الذي ليس فيه من كتاب الله تعالى شيء، وأن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خرب كخراب البيت الذي لا عامر (خ: ساكن) له، وإن الشيطان يخرج من البيت يسمع سورة البقرة تقرا فيه).
- شريك؛ عند ابن المبارك في (الزهد رقم 808).
- عمرو بن عبيد الطنافسي؛ عند القاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 21).
بلفظ: (اقرءوا (خ: تعلموا) القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) حرف، ولكن الألف حرف، واللام حرف، والميم حرف).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- محمد بن عجلان القرشي؛ عند أبو الشيخ في (طبقات المحدثين بأصبهان) ومن طريقه أبو نعيم في (أخبار أصبهان 2/249)، البيهقي في (السنن الصغرى رقم 983) و(شعب الإيمان رقم 1933)، الشجري في (الأمالي رقم 300).
- محمد بن عمرو بن علقمة؛ عنه محمد بن خالد الوهبي، عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 11).
بنحو اللفظ المرفوع من طريق الهجري.
أقول: وسند هذه الطريق حسن.. ورجال الوجه الموقوف لا يقارنون بمن رفعة مكانة وفضلا وضبطاً واتقانا وعددا.
· الطريق الثالث: طريق عاصم بن أبي النجود.
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- حامد بن محمود بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، عن عمرو بن أبي قيس؛ عنه به، عند الحاكم في (المستدرك رقم 2080) ومن طريقه البيهقي في (الشعب رقم 1987).
بلفظ: (إن أصفر البيوت بيت ليس فيه من كتاب الله شيء، فاقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) ولكني أقول ألف ولام وميم[color:6d2f=window****]).
- حماد بن زيد؛ عند ابن وهب في (الجامع في التفسير رقم 226)، وابن الضريس في (فضائل القرآن رقم 171)، الجوزقاني في (الأباطيل رقم 681).
بلفظ: (إن لكل شيء سناما، وسنام القرآن البقرة، ولكل شيء لباب، ولباب القرآن المفصل، وإن أصفر البيوت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء، وإن الشيطان ليخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة...).
- أبو حنيفة النعمان؛ عند أبي يوسف في (الأثار رقم 222)، محمد بن الحسن في (الآثار رقم 269) ومن طريقه ابن خسرو في (جامع المسانيد 1/125).
بلفظ: (أما إن بكل حرف يتلوه تال عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم (ألم) حرف؛ ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- عبد الله بن عبد الرحمن الدشتكي، عن أبيه، عن عمرو بن أبي قيس؛ عنه به، عند الحاكم في (المستدرك رقم 2080) ومن طريقه البيهقي في (الشعب رقم 1987).
بنحو اللفظ السابق.
أقول: وهذه الطريق سندها حسن، وقد خالف فيه عبد الله بن عبد الرحمن الدشتكي؛ حيث تفرد برفعه.. والموقوف أصح؛ فمن وقفه أجلُّ وأرجح من عبدالطريق الرابع: طريق عطاء بن السائب.
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- سفيان الثوري؛ عند الدارمي في (السنن برقم 3308)، الخطيب في (تاريخ بغداد 1/285) و(الجامع لأخلاق الراوي رقم 79)، ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 6) من رواية عبد الرزاق عنه.
- أبو الأحوص؛ عند ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 29934)، والفريابي في (فضائل القرآن رقم 57).
- شعبة بن الحجاج؛ عند سعيد بن منصور في (التفسير من السنن رقم 6)، القاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 21)، الطبراني في (الكبير رقم 8649).
- جعفر بن سليمان الضبعي؛ عند ابن ضريس في (فضائل القرآن رقم 57).
- حماد بن زيد؛ عنه عارم أبو النعمان، عند الطبراني في (الكبير رقم 8648).
- مسعر؛ عند البيهقي في (الشعب رقم 1988).
- حماد بن سلمة؛ عند الآجري في (أخلاق أهل القرآن رقم 12) مقروناً برواية أبو البختري _ وقد أعرضت عن رواية أبو البختري لأنها مرسلة _.
بلفظ: (تعلموا هذا القرآن؛ فإنكم تؤجرون بتلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول بـ(ألم)، ولكن بألف ولام وميم؛ بكل حرف عشر حسنات).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- همام بن يحيى بن دينار؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 5).
- حماد بن زيد؛ عنه معلى بن منصور، عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف)، قوام السنة في (الحجة في بيان المحجة رقم 361)، أبو نعيم في (الحلية 6/263) و(معرفة الصحابة 4522) وجعله عن معلى بن مهدي.
- سفيان الثوري؛ عنه أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 6).
بنحو اللفظ السابق.
أقول: هذا الطريق سندها صحيح، ورجال الوجه الموقوف لا يقارنون بمن رفعة مكانة وفضلا وضبطاً واتقانا وعددا.
· الطريق الخامس: طريق عبد الملك بن ميسرة الهلالي.
وهو لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه عنه كلٌ من:
- شعبة بن الحجاج؛ عند ابن المبارك في (الزهد رقم 787) ومن طريقه الفريابي في (فضائل القرآن رقم 53)، ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 30012)، الدارمي في (السنن رقم 3322).
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله؛ فمن دخل فيه فهو آمن).
أقول: وهذه الطريق سندها صحيح.
· الطريق السادس: طريق أبو الزعراء عمرو بن عمرو الجشمي.
وهو لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه عنه كلٌ من:
- عبيدة بن حميد؛ عند البزار في (البحر الزخار رقم 2055).
بلفظ: (إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة ضلالة، فعليكم بهذا القرآن؛ فإنها مأدبة الله، فمن إستطاع منكم أن يأخذ من مأدبة الله فليفعل، فإنما العلم بالتعلم).
أقول: وهذه الطريق سندها جيد.
· الطريق السابع: طريق علي بن الأقمر الوادعي.
وهو لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه كلٌ من:
- زكريا بن أبي زائدة؛ عند البزار في (البحر الزخار رقم 2055).
بنحو لفظ رواية أبو الزعراء.
أقول: وهذه الطريق سندها جيد.
· الطريق الثامن: طريق عاصم بن بهدلة.
لا يروى عنه إلا موقوفاً، رواه كل من:
- عطاء بن أبي رباح؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 12)، والقاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 21).
بلفظ: (تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم)؛ ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة).
أقول: وهذه الطريق سندها حسن.
الطريق التاسع: طريق أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي.
لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه كل من:
- عبيدة بن حميد؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 13).
- الوليد بن أبي ثور؛ عند سعيد بن منصور في (التفسير من السنن رقم 4).
بلفظ: (تعلموا القرآن فإن الله تبارك وتعالى يعطيكم بكل حرف منه عشر حسنات، لا أقول (ألم)، ولكن ألف ولام وميم).
أقول: وسند هذه الطريق ضعيف، ولكنه متابع.
· الطريق العاشر: طريق قتادة.
لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه كل من:
- هشام الدستوائي؛ عند ابن الضريس في (فضائل القرآن رقم 60).
بلفظ: (تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون بكل حرف عشرة أمثاله، لا أقول لكم (ألم)؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
أقول: وسند هذا الطريق حسن.
· الطريق الحادي عشر: طريق علقمة بن مرثد الحضرمي.
لا يروى عنه إلا مرفوعاً؛ رواه كل من:
- صدقة ابن أبي عمران؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 37).
بلفظ: (من قرأ قرآنا فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول بألف ولام وميم عشر، ولكن أقول: بألف عشر، وبلام عشر، وبميم عشر، فذلك ثلاثون).
· الطريق الثاني عشر: طريق سعيد بن جبير.
لا يروى عنه إلا مرفوعاً؛ رواه كل من:
- مسلم بن أبي عمران؛ عند ابن منده في (الرد على من قال ألم حرف رقم 10).
بلفظ: (إن لتالي القرآن بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: ألم عشر؛ ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر).
أقول: وسند هذه الطريق ضعيف، لكنه توبع.
· الرواية الثانية عنه: رواية أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود.
وهي تروى عنه من طريقين:
الأولى: من رواية عبد الكريم الجزري.
أخرجها: عبد الرزاق في (المصنف رقم 5993) ومن طريقه الطبراني في (الكبير رقم 8647)، ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 16).
بلفظ: (من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، ولا أقول (ألم) عشر؛ ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر، ثلاثون حسنة).
الثانية: من رواية قيس بن السكن.
أخرجها: ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 29932)، ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 15)، الفريابي في (فضائل القرآن رقم 62).
بلفظ: (تعلموا (خ: اقرءوا) القرآن [فإنكم تؤجرون عليه]، فإنه يكتب [لكم] بكل حرف منه عشر حسنات، ويكفر به عشر سيئات، أما إني لا أقول (ألم) [حرف]، ولكن أقول: ألف عشر (خ: حرف)، ولام عشر (خ: حرف)، وميم عشر (خ: حرف)).
أقول: وهذه الطريق ضعيفة على أن رجالها ثقات، فإن أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وقد أسقط ابن أبي شيبة وابن منده أبا عبيدة في سندهما عنه.
· الرواية الثالثة عنه: رواية علقمة أو الأسود _ على الشك _.
أخرجها: ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 29935).
بلفظ: (من قرأ القرآن يبتغي به وجه الله كان له بكل حرف عشر حسنات ومحو عشر سيئات).
أقول: وسند هذه الرواية ضعيف. وقد توبع.
· الرواية الرابعة عنه: رواية أسير بن عمرو.
أخرجها: ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 18).
بلفظ: (تعلموا القرآن فإن بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) عشرا؛ ولكن بالألف عشرا، وباللام عشرا، وبالميم عشرا).
أقول: وسند هذه الرواية تالف، قد رمي بعض رواته بالوضع والكذب والسرقة.
· الرواية الخامسة عنه: رواية محمد بن كعب القرظي.
أخرجها موقوفة: ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 28).
بلفظ: (من قرأ شيئاً من القرآن كتب له بكل حرف عشر حسنات، أما إن الحرف ليس بالآية والكلمة؛ ولكن (ألم) ثلاثون حسنة).
وأخرجها مرفوعة: الترمذي في (السنن رقم 2910)، قوام السنة في (الحجة في بيان المحجة رقم 362)، البيهقي في (الشعب رقم 1983).
بلفظ: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) حرف؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
أقول: وسند هذه الرواية حسن.. قال الترمذي: (ويروى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن مسعود، ورواه أبو الأحوص عن ابن مسعود؛ رفعه بعضهم ووقفه بعضهم عن ابن مسعود. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه).
- تعليقات على الحديث:
أولاً: هذا الحديث الصواب فيه على الصحيح أنه موقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من قوله، ومن رفعه فقد وهم فيه.
قال الدار قطني عن الوجه الموقوف: وهو الصواب. وقال ابن الجوزي رحمه الله: يشبه أن يكون من كلام ابن مسعود.
إذا عرفت هذا: فاعلم رحمك الله أن هذا الكلام لا يقال من قبيل الرأي؛ فإن له حكم الرفع حكماً. فتنبه
ثانياً: هذا الحديث يرتقي بمجموع طرقه إلى درجة الصحيح لغيره بإذن الله.
ثالثاً: تعدد ألفاظه وتنوعها لعله راجعٌ إلى تفرق ألفاظ الحديث بحسب السماع من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فسمع بلفظ في مجلس، وسمع أخرى بغيره في مجلس آخر.. أو هو راجع إلى القدر الذي وقف عليه السامع من عبد الله بن مسعود في المجلس الذي ذكره فيه رضي الله عنه.. والمعنى: أن هناك ملتمساً لهذا التعدد في الألفاظ؛ على أنها عند النظر تدور حول دائرة واحدة تقريباً. فتأمل
آخر ما أردنا جمعه وتوضيحه حول هذا الحديث، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، ثم أما بعد..
فهذا تتبع شامل _ بإذن الله تعالى _ مستقصى لطرق وروايات وألفاظ هذا الحديث؛ مع بيان حاله والصحيح فيه؛ فأقول:
هذا الحديث يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من وجهين: موقوف، ومرفوع.
ثم هو يروى عنه من (خمسة طرق)، قد تباينت ألفاظها تبايناً شديداً.
· الرواية الأولى عنه: رواية أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة.
وهي أشهرها، وأكثرها طرقاً؛ فهي تروى عن أبي الأحوص من خلال (اثني عشر طريقا) هذا بيانها وألفاظها:
· الطريق الأول عنه: طريق (أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري).
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- جعفر بن عون المخزومي؛ عند الدارمي في (السنن رقم 3315)، البغوي في (معالم التنزيل/ المقدمة في فضائل القرآن وتعليمه)، الرازي في (فضائل القرآن رقم 29).
- سفيان بن عيينة؛ عند عبد الرزاق في (المصنف رقم 6107) ومن طريقه الطبراني في (الكبير رقم 8646) ومن طريق الطبراني الشجري في (الأمالي رقم 419) وابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 9)، الطائي في (الثاني من حديث سفيان بن عيينة رقم 108 مخطوط).
- أبو شهاب عبد ربه بن نافع؛ عند سعيد بن منصور في (التفسير من السنن رقم 7)، الشجري في (الأمالي رقم 317).
- إبراهيم بن طهمان؛ عند البيهقي في (الشعب رقم 1985).
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله [تبارك وتعالى]، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن [هو] حبل الله [الذي أمر به]، و[هو] النور [المبين]، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به (خ: اعتصم به)، ونجاة لمن اتبعه (خ: تمسك به)، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فأتلوه فإن الله [عز وجل] يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول [لكم]: (ألم) [عشرا]؛ ولكن ألف [حرف] (خ: عشر)، ولام [حرف] (خ: عشر)، وميم [حرف] (خ: عشر)).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- صالح بن عمر الواسطي؛ عند الحاكم في (المستدرك رقم 2040).
- أبو معاوية محمد بن خازم التميمي؛ عند ابن أبي شيبة (في المصنف رقم 30008) ومن طريقه ابن شاهين في (الترغيب رقم 201) والرازي في (فضائل القرآن رقم 29)، المروزي كما في (مختصر قيام الليل رقم 260)، الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي رقم 79).
- يحيى بن عثمان الحنفي؛ عند البيهقي في (الشعب رقم 1986)، الرازي في (فضائل القرآن رقم 28).
- محمد بن فضيل الضبي؛ و عبد الله بن يحيى الأجلح (مقرونين)؛ عند ابن حبان في (المجروحين 1/100)، ابن الجوزي في (العلل المتناهية رقم 145).
- علي بن عاصم بن صهيب؛ عند الآجري في (أخلاق حملة القرآن رقم 11).
- يزيد بن عطاء؛ و حكيم بن نافع (مقرونين)؛ عند المعافى بن زكريا في (الجليس الصالح/ الرسول يصف القرآن).
- عمار بن محمد أو غيره _ على الشك _؛ عند القاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 7) ومن طريقه البلوي في (ثبته ص171).
- علي بن مسهر؛ و محمد بن فضيل (مقرونين)؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 7).
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن [هو] حبل الله و[هو] النور المبين (خ: البين)، والشفاء النافع، عصمة لمن (خ: من) يتمسك به، ونجاة لمن (خ: من) تبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من (خ: عن) كثرة الرد، اتلوه فإن الله [عز وجل] يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) حرف؛ ولكن ألف [عشر]، ولام [عشر]، وميم [عشر]؛ [ثلاثون حسنة]).
- سليمان بن عبد العزيز الأيلي؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم .
- جرير بن عبد الحميد الضبي؛ عند ابن الضريس في (فضائل القرآن رقم 58).
بلفظ: (اتلوا كتاب الله عز وجل [وتعلموه]، فإن لكم بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: (ألم) حرف؛ ولكن بالألف عشر حسنات، وباللام عشر حسنات، وبالميم عشر حسنات).
أقول: هذه الطريق سندها ضعيف؛ لضعف أبي إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري الذي لا يشك فيه، ومع ضعفه فقد كان رفاعاً للموقوفات كما أشار إلى ذلك الإمام أحمد والبزار وابن حجر.
--------------------------------------------------------------------------------
· الطريق الثاني: طريق أبي إسحاق عمرو بن عبيد السبيعي.
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- أبو سنان سعيد بن سنان البرجمي؛ عند الدارمي في (السنن رقم 3307).
- معمر الصنعاني؛ عند عبد الرزاق في (المصنف رقم 5998) ومن طريقه الطبراني في (الكبير رقم 8642) ومن طريق الطبراني أبو نعيم في (الحلية 1/130).
- القاسم بن معن؛ عند أبو نعيم في (أخبار أصبهان 2/242).
- زكريا بن أبي زائدة؛ عند الفريابي في (فضائل القرآن رقم 38).
- محمد بن عمرو بن علقمة؛ عنه المسيب، عند السمرقندي في (تنبيه الغافلين/ باب ما جاء في فضائل القرآن.)
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل، فإن أصفر البيوت من الخير البيت الذي ليس فيه من كتاب الله تعالى شيء، وأن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خرب كخراب البيت الذي لا عامر (خ: ساكن) له، وإن الشيطان يخرج من البيت يسمع سورة البقرة تقرا فيه).
- شريك؛ عند ابن المبارك في (الزهد رقم 808).
- عمرو بن عبيد الطنافسي؛ عند القاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 21).
بلفظ: (اقرءوا (خ: تعلموا) القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) حرف، ولكن الألف حرف، واللام حرف، والميم حرف).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- محمد بن عجلان القرشي؛ عند أبو الشيخ في (طبقات المحدثين بأصبهان) ومن طريقه أبو نعيم في (أخبار أصبهان 2/249)، البيهقي في (السنن الصغرى رقم 983) و(شعب الإيمان رقم 1933)، الشجري في (الأمالي رقم 300).
- محمد بن عمرو بن علقمة؛ عنه محمد بن خالد الوهبي، عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 11).
بنحو اللفظ المرفوع من طريق الهجري.
أقول: وسند هذه الطريق حسن.. ورجال الوجه الموقوف لا يقارنون بمن رفعة مكانة وفضلا وضبطاً واتقانا وعددا.
· الطريق الثالث: طريق عاصم بن أبي النجود.
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- حامد بن محمود بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، عن عمرو بن أبي قيس؛ عنه به، عند الحاكم في (المستدرك رقم 2080) ومن طريقه البيهقي في (الشعب رقم 1987).
بلفظ: (إن أصفر البيوت بيت ليس فيه من كتاب الله شيء، فاقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) ولكني أقول ألف ولام وميم[color:6d2f=window****]).
- حماد بن زيد؛ عند ابن وهب في (الجامع في التفسير رقم 226)، وابن الضريس في (فضائل القرآن رقم 171)، الجوزقاني في (الأباطيل رقم 681).
بلفظ: (إن لكل شيء سناما، وسنام القرآن البقرة، ولكل شيء لباب، ولباب القرآن المفصل، وإن أصفر البيوت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء، وإن الشيطان ليخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة...).
- أبو حنيفة النعمان؛ عند أبي يوسف في (الأثار رقم 222)، محمد بن الحسن في (الآثار رقم 269) ومن طريقه ابن خسرو في (جامع المسانيد 1/125).
بلفظ: (أما إن بكل حرف يتلوه تال عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم (ألم) حرف؛ ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- عبد الله بن عبد الرحمن الدشتكي، عن أبيه، عن عمرو بن أبي قيس؛ عنه به، عند الحاكم في (المستدرك رقم 2080) ومن طريقه البيهقي في (الشعب رقم 1987).
بنحو اللفظ السابق.
أقول: وهذه الطريق سندها حسن، وقد خالف فيه عبد الله بن عبد الرحمن الدشتكي؛ حيث تفرد برفعه.. والموقوف أصح؛ فمن وقفه أجلُّ وأرجح من عبدالطريق الرابع: طريق عطاء بن السائب.
وقد اختلف عليه فيه؛ فروي من طريقه موقوفا ومرفوعا:
فرواه من طريقه موقوفاً كل من:
- سفيان الثوري؛ عند الدارمي في (السنن برقم 3308)، الخطيب في (تاريخ بغداد 1/285) و(الجامع لأخلاق الراوي رقم 79)، ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 6) من رواية عبد الرزاق عنه.
- أبو الأحوص؛ عند ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 29934)، والفريابي في (فضائل القرآن رقم 57).
- شعبة بن الحجاج؛ عند سعيد بن منصور في (التفسير من السنن رقم 6)، القاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 21)، الطبراني في (الكبير رقم 8649).
- جعفر بن سليمان الضبعي؛ عند ابن ضريس في (فضائل القرآن رقم 57).
- حماد بن زيد؛ عنه عارم أبو النعمان، عند الطبراني في (الكبير رقم 8648).
- مسعر؛ عند البيهقي في (الشعب رقم 1988).
- حماد بن سلمة؛ عند الآجري في (أخلاق أهل القرآن رقم 12) مقروناً برواية أبو البختري _ وقد أعرضت عن رواية أبو البختري لأنها مرسلة _.
بلفظ: (تعلموا هذا القرآن؛ فإنكم تؤجرون بتلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول بـ(ألم)، ولكن بألف ولام وميم؛ بكل حرف عشر حسنات).
ورواه من طريقه مرفوعاً كل من:
- همام بن يحيى بن دينار؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 5).
- حماد بن زيد؛ عنه معلى بن منصور، عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف)، قوام السنة في (الحجة في بيان المحجة رقم 361)، أبو نعيم في (الحلية 6/263) و(معرفة الصحابة 4522) وجعله عن معلى بن مهدي.
- سفيان الثوري؛ عنه أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 6).
بنحو اللفظ السابق.
أقول: هذا الطريق سندها صحيح، ورجال الوجه الموقوف لا يقارنون بمن رفعة مكانة وفضلا وضبطاً واتقانا وعددا.
· الطريق الخامس: طريق عبد الملك بن ميسرة الهلالي.
وهو لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه عنه كلٌ من:
- شعبة بن الحجاج؛ عند ابن المبارك في (الزهد رقم 787) ومن طريقه الفريابي في (فضائل القرآن رقم 53)، ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 30012)، الدارمي في (السنن رقم 3322).
بلفظ: (إن هذا القرآن مأدبة الله؛ فمن دخل فيه فهو آمن).
أقول: وهذه الطريق سندها صحيح.
· الطريق السادس: طريق أبو الزعراء عمرو بن عمرو الجشمي.
وهو لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه عنه كلٌ من:
- عبيدة بن حميد؛ عند البزار في (البحر الزخار رقم 2055).
بلفظ: (إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة ضلالة، فعليكم بهذا القرآن؛ فإنها مأدبة الله، فمن إستطاع منكم أن يأخذ من مأدبة الله فليفعل، فإنما العلم بالتعلم).
أقول: وهذه الطريق سندها جيد.
· الطريق السابع: طريق علي بن الأقمر الوادعي.
وهو لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه كلٌ من:
- زكريا بن أبي زائدة؛ عند البزار في (البحر الزخار رقم 2055).
بنحو لفظ رواية أبو الزعراء.
أقول: وهذه الطريق سندها جيد.
· الطريق الثامن: طريق عاصم بن بهدلة.
لا يروى عنه إلا موقوفاً، رواه كل من:
- عطاء بن أبي رباح؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 12)، والقاسم بن سلام في (فضائل القرآن رقم 21).
بلفظ: (تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم)؛ ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة).
أقول: وهذه الطريق سندها حسن.
الطريق التاسع: طريق أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي.
لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه كل من:
- عبيدة بن حميد؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 13).
- الوليد بن أبي ثور؛ عند سعيد بن منصور في (التفسير من السنن رقم 4).
بلفظ: (تعلموا القرآن فإن الله تبارك وتعالى يعطيكم بكل حرف منه عشر حسنات، لا أقول (ألم)، ولكن ألف ولام وميم).
أقول: وسند هذه الطريق ضعيف، ولكنه متابع.
· الطريق العاشر: طريق قتادة.
لا يروى عنه إلا موقوفاً؛ رواه كل من:
- هشام الدستوائي؛ عند ابن الضريس في (فضائل القرآن رقم 60).
بلفظ: (تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون بكل حرف عشرة أمثاله، لا أقول لكم (ألم)؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
أقول: وسند هذا الطريق حسن.
· الطريق الحادي عشر: طريق علقمة بن مرثد الحضرمي.
لا يروى عنه إلا مرفوعاً؛ رواه كل من:
- صدقة ابن أبي عمران؛ عند ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 37).
بلفظ: (من قرأ قرآنا فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول بألف ولام وميم عشر، ولكن أقول: بألف عشر، وبلام عشر، وبميم عشر، فذلك ثلاثون).
· الطريق الثاني عشر: طريق سعيد بن جبير.
لا يروى عنه إلا مرفوعاً؛ رواه كل من:
- مسلم بن أبي عمران؛ عند ابن منده في (الرد على من قال ألم حرف رقم 10).
بلفظ: (إن لتالي القرآن بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: ألم عشر؛ ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر).
أقول: وسند هذه الطريق ضعيف، لكنه توبع.
· الرواية الثانية عنه: رواية أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود.
وهي تروى عنه من طريقين:
الأولى: من رواية عبد الكريم الجزري.
أخرجها: عبد الرزاق في (المصنف رقم 5993) ومن طريقه الطبراني في (الكبير رقم 8647)، ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 16).
بلفظ: (من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، ولا أقول (ألم) عشر؛ ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر، ثلاثون حسنة).
الثانية: من رواية قيس بن السكن.
أخرجها: ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 29932)، ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 15)، الفريابي في (فضائل القرآن رقم 62).
بلفظ: (تعلموا (خ: اقرءوا) القرآن [فإنكم تؤجرون عليه]، فإنه يكتب [لكم] بكل حرف منه عشر حسنات، ويكفر به عشر سيئات، أما إني لا أقول (ألم) [حرف]، ولكن أقول: ألف عشر (خ: حرف)، ولام عشر (خ: حرف)، وميم عشر (خ: حرف)).
أقول: وهذه الطريق ضعيفة على أن رجالها ثقات، فإن أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وقد أسقط ابن أبي شيبة وابن منده أبا عبيدة في سندهما عنه.
· الرواية الثالثة عنه: رواية علقمة أو الأسود _ على الشك _.
أخرجها: ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 29935).
بلفظ: (من قرأ القرآن يبتغي به وجه الله كان له بكل حرف عشر حسنات ومحو عشر سيئات).
أقول: وسند هذه الرواية ضعيف. وقد توبع.
· الرواية الرابعة عنه: رواية أسير بن عمرو.
أخرجها: ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 18).
بلفظ: (تعلموا القرآن فإن بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (ألم) عشرا؛ ولكن بالألف عشرا، وباللام عشرا، وبالميم عشرا).
أقول: وسند هذه الرواية تالف، قد رمي بعض رواته بالوضع والكذب والسرقة.
· الرواية الخامسة عنه: رواية محمد بن كعب القرظي.
أخرجها موقوفة: ابن منده في (الرد على من يقول ألم حرف رقم 28).
بلفظ: (من قرأ شيئاً من القرآن كتب له بكل حرف عشر حسنات، أما إن الحرف ليس بالآية والكلمة؛ ولكن (ألم) ثلاثون حسنة).
وأخرجها مرفوعة: الترمذي في (السنن رقم 2910)، قوام السنة في (الحجة في بيان المحجة رقم 362)، البيهقي في (الشعب رقم 1983).
بلفظ: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) حرف؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
أقول: وسند هذه الرواية حسن.. قال الترمذي: (ويروى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن مسعود، ورواه أبو الأحوص عن ابن مسعود؛ رفعه بعضهم ووقفه بعضهم عن ابن مسعود. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه).
- تعليقات على الحديث:
أولاً: هذا الحديث الصواب فيه على الصحيح أنه موقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من قوله، ومن رفعه فقد وهم فيه.
قال الدار قطني عن الوجه الموقوف: وهو الصواب. وقال ابن الجوزي رحمه الله: يشبه أن يكون من كلام ابن مسعود.
إذا عرفت هذا: فاعلم رحمك الله أن هذا الكلام لا يقال من قبيل الرأي؛ فإن له حكم الرفع حكماً. فتنبه
ثانياً: هذا الحديث يرتقي بمجموع طرقه إلى درجة الصحيح لغيره بإذن الله.
ثالثاً: تعدد ألفاظه وتنوعها لعله راجعٌ إلى تفرق ألفاظ الحديث بحسب السماع من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فسمع بلفظ في مجلس، وسمع أخرى بغيره في مجلس آخر.. أو هو راجع إلى القدر الذي وقف عليه السامع من عبد الله بن مسعود في المجلس الذي ذكره فيه رضي الله عنه.. والمعنى: أن هناك ملتمساً لهذا التعدد في الألفاظ؛ على أنها عند النظر تدور حول دائرة واحدة تقريباً. فتأمل
آخر ما أردنا جمعه وتوضيحه حول هذا الحديث، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.