جُدِوآ بٍالدُع آءْ فإنْ مًنْ يُكٍثرْ قرعْ آلبآب
يُوشٍكْ أَنْ يُفْتَحً له..}!
كان أحد طلابي في الجامعة ..
غاب أسبوعاً كاملاً .. ثم لقيته فسألته : سلامات .. سعد .. ؟!
قال : لا شيء .. كنت مشغولاً قليلاً .. كان الحزن واضحاً عليه ..
قلت : ما الخبر ؟
قال : كان ولدي مريضاً .. عنده تليف في الكبد .. و أصابه قبل أيام تسمم في
الدم .. و تفاجأت أمس أن التسمم تسلل إلى الدماغ ..
قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. اصبر .. و اسأل الله أن يشفيه ..
و إن قضى الله عليه بشيء .. فأسأل الله أن يجعله شافعاً لك يوم القيامة ..
قال : شافع ؟ يا شيخ .. الولد ليس صغيراً ..
قلت : كم عمره ؟
قال : سبع عشرة سنة .
قلت : الله يشفيه .. و يبارك لك في إخوانه ..
فخفض رأسه و قال : يا شيخ .. ليس له إخوان .. لم أُرْزق بغير هذا الولد ..
و قد أصابه ما ترى ..
قلت له : سعد .. بكل اختصار .. لآ تَقْتُلْ نَفْسَكَ بالهَمّ ..
لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ..
ثم خففت عنه مصابه و ذهبت ..
نعم لا تقتل نفسك بالهم .. فالهم لا يخفف المصيبة ..
أذكر أني قبل فترة .. ذهبت إلى المدينة النبوية ..
التقيت بخالد .. قال لي : ما رأيك أن نزور الدكتور : عبد الله ..
قلت : لماذا .. ما الخبر ؟! .. قال : نعزيه ..
قلت : نعزيه ؟!!
قال : نعم .. ذهب ولده الكبير بالعائلة كلها لحضور حفل عرس في مدينة
مجاورة .. و بقي هو في المدينة لارتباطه بالجامعة ..
و في أثناء عودتهم وقع لهم حادث مروع .. فماتوا جميعاً ..
أحدى عشر نفساً !!
كان الدكتور رجلاً صالحاً قد جاوز الخمسين .. لكنه على كل حال .. بشر ..
له مشاعر و أحاسيس ..
في صدره قلب .. و له عينان تبكيان .. و نفس تفرح وتحزن ..
تلقى الخبر المفزع ..
صلى عليهم .. ثم وسدهم في التراب بيديه .. إحدى عشر نفساً ..
صار يطوف في بيته حيران .. يمر بألعاب متناثرة .. قد مضى عليها أيام لم
تحرك .. لأن خلود و سارة اللتان كانتا تلعبان بها .. ماتتا ..
يأوي إلى فراشه .. لم يرتب .. لأن أم صالح .. ماتت ..
يمر بدراجة ياسر .. لم تتحرك .. لأن الذي كان يقودها .. ماااااات ..
يدخل غرف ابنته الكبرى .. يرى حقائب عرسها مصفوفة ..
و ملابسها مفروشة على سريرها .. ماتت .. و هي ترتب ألوانها وتنسقها ..
سبحان من صبّره .. و ثبت قلبه ..
كان الضيوف يأتون .. معهم قهوتهم .. لأنه لا أحد عنده يخدم أو يُعين ..
العجيب أنك إذا رأيت الرجل في العزاء .. حسبت أنه أحد المعزين ..
و أن المصاب غيره ..
كان يردد .. إنا لله و إنا إليه راجعون .. لله ما أخذ و له ما أعطى ..
و كل شيء عنده بأجل مسمى ..
و هذا هو قمة العقل .. فلو لم يفعل ذلك .. لَمَآتَ هَمّاً ..
~ [ أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه و الحزن
و ظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن
إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن ] ~
عش حياتك بما بين يدك من معطيات .. لسَّعد ...
يُوشٍكْ أَنْ يُفْتَحً له..}!
كان أحد طلابي في الجامعة ..
غاب أسبوعاً كاملاً .. ثم لقيته فسألته : سلامات .. سعد .. ؟!
قال : لا شيء .. كنت مشغولاً قليلاً .. كان الحزن واضحاً عليه ..
قلت : ما الخبر ؟
قال : كان ولدي مريضاً .. عنده تليف في الكبد .. و أصابه قبل أيام تسمم في
الدم .. و تفاجأت أمس أن التسمم تسلل إلى الدماغ ..
قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. اصبر .. و اسأل الله أن يشفيه ..
و إن قضى الله عليه بشيء .. فأسأل الله أن يجعله شافعاً لك يوم القيامة ..
قال : شافع ؟ يا شيخ .. الولد ليس صغيراً ..
قلت : كم عمره ؟
قال : سبع عشرة سنة .
قلت : الله يشفيه .. و يبارك لك في إخوانه ..
فخفض رأسه و قال : يا شيخ .. ليس له إخوان .. لم أُرْزق بغير هذا الولد ..
و قد أصابه ما ترى ..
قلت له : سعد .. بكل اختصار .. لآ تَقْتُلْ نَفْسَكَ بالهَمّ ..
لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ..
ثم خففت عنه مصابه و ذهبت ..
نعم لا تقتل نفسك بالهم .. فالهم لا يخفف المصيبة ..
أذكر أني قبل فترة .. ذهبت إلى المدينة النبوية ..
التقيت بخالد .. قال لي : ما رأيك أن نزور الدكتور : عبد الله ..
قلت : لماذا .. ما الخبر ؟! .. قال : نعزيه ..
قلت : نعزيه ؟!!
قال : نعم .. ذهب ولده الكبير بالعائلة كلها لحضور حفل عرس في مدينة
مجاورة .. و بقي هو في المدينة لارتباطه بالجامعة ..
و في أثناء عودتهم وقع لهم حادث مروع .. فماتوا جميعاً ..
أحدى عشر نفساً !!
كان الدكتور رجلاً صالحاً قد جاوز الخمسين .. لكنه على كل حال .. بشر ..
له مشاعر و أحاسيس ..
في صدره قلب .. و له عينان تبكيان .. و نفس تفرح وتحزن ..
تلقى الخبر المفزع ..
صلى عليهم .. ثم وسدهم في التراب بيديه .. إحدى عشر نفساً ..
صار يطوف في بيته حيران .. يمر بألعاب متناثرة .. قد مضى عليها أيام لم
تحرك .. لأن خلود و سارة اللتان كانتا تلعبان بها .. ماتتا ..
يأوي إلى فراشه .. لم يرتب .. لأن أم صالح .. ماتت ..
يمر بدراجة ياسر .. لم تتحرك .. لأن الذي كان يقودها .. ماااااات ..
يدخل غرف ابنته الكبرى .. يرى حقائب عرسها مصفوفة ..
و ملابسها مفروشة على سريرها .. ماتت .. و هي ترتب ألوانها وتنسقها ..
سبحان من صبّره .. و ثبت قلبه ..
كان الضيوف يأتون .. معهم قهوتهم .. لأنه لا أحد عنده يخدم أو يُعين ..
العجيب أنك إذا رأيت الرجل في العزاء .. حسبت أنه أحد المعزين ..
و أن المصاب غيره ..
كان يردد .. إنا لله و إنا إليه راجعون .. لله ما أخذ و له ما أعطى ..
و كل شيء عنده بأجل مسمى ..
و هذا هو قمة العقل .. فلو لم يفعل ذلك .. لَمَآتَ هَمّاً ..
~ [ أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه و الحزن
و ظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن
إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن ] ~
عش حياتك بما بين يدك من معطيات .. لسَّعد ...